أضخم معركة في تاريخ الأدب العربي المعاصر بين زكي مبارك وطه حسين:
هذه أضخم معركة أدبية دارت من جانب واحد بين زكي مبارك وطه حسين، واستمرت منذ ١٩٣١ إلى ١٩٤٠ على مراحل متعددة منها الخصومة الفكرية ثم خصومة "لقمة العيش" حين أقصى طه حسين زكي مبارك من الجامعة، وأثار ذلك سلامة موسى وإبراهيم المازني ثم أصبحت خصومة حقيقية وصداقة تشوبها خصومة ممتدة كلما أنتج طه حسين شيئا أو كتب عن شيء, وجملة القول أن زكي مبارك ظل مشدود البصر إلى طه حسين طوال حياته منذ عرف الأزهر إلى الجامعة عام ١٩١٢ وحين ترك الأزهر إلى الجامعة ١٩١٦ ثم بعد ثورة ١٩١٩ واتجاه زكي مبارك إلى الجامعة نهائيا كاتصاله بطه حسين وعمله كسكرتير له ثم موقفه منه إبان أزمة الشعر الجاهلي وهو موقف يصفه زكي مبارك بأنه الرجل الوحيد الذي وقف إلى جوار طه حسين ودافع عنه وكتب في المقطم والأهرام يذود عنه خصومة، إلى أن أمره طه بأن يصمت حتى تمر العاصفة بسلام.
ويحرز زكي مبارك الدكتوراه من "الأخلاق عند الغزالي" ويهاجم "الغزالي" صاحب الإحياء رغبة في خلق جو من الشهرة، ثم يحاول أن يسافر إلى أوربا عن طريق الجامعة، فإذا حيل بينه وبين ذلك سافر عن طريق جريدة البلاغ, ثم يرى رأيا في النثر الفني يخالف رأي المستشرقين ورأي طه حسين ويقع الخلاف بينه وبين أساتذته في السربون ويصر على رأيه ويسجله في رسالة الدكتوراه "النثر الفني" ثم يعود إلى مصر مواصلا الحملة على آراء مسيو مرسيه كبير المستشرقين في السربون، وهنا يصدر كتابه النثر الفني فيلقاه الكتاب بالنقد ويساجلونه في آرائه، إلا أن الدكتور طه فهو الذي يشير إليه إشارة عابرة بأنه "كتاب من الكتب ألفه كاتب من الكتاب" ثم يقع المعركة بينهما، ويخرج طه حسين من الجامعة في إبان حكم صدقي ويدافع مبارك عن طه، ثم يتاح لزكي أن يعود إليها، مدرسا بكلية الآداب ويتغير الجو السياسي ويعود طه حسين ويرفض تجديد عقد زكي مبارك