للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[الفصل الرابع: معارك النقد]

بين العقاد وطه حسين:

اتصل حبل المساجلة والنقد والعراك الأدبي بين العقاد وطه حسين أمدًا طويلا، ولكنه كان في كل الأحوال هينا لينا لم يصل إلى ما عرف من عنف طه حسين أو عنف العقاد في خصومته مع من ساجلا من أدباء, ولعل ظروف السياسة هي التي حالت دون ذلك فقد دافع العقاد عن طه حسين إبان محنته بكتاب الشعر الجاهلي وخالف رأي حزبه. ولما تحول طه حسين إلى الوفد وكان العقاد كاتبه الأول أعلن في أول مناسبة العقاد أميرا للشعر، وجرت بينهما مجاملات كثيرة أهدى فيها طه كتاب "دعاء الكروان" إلى العقاد صاحب ديوان "هدية الكروان" ولم تحتدم المعارك بينهما إلا مرة واحدة حول النقد اللاتيني والنقد السكسوني وقد ذكر طه حسين خصوماته مع العقاد١.

فقال: لقد هاجمت العقاد في غير موطن من مواطن الخصومة، خاصمته في السياسة وخاصمته في الأدب وخاصمته في السياسة والأدب أيضا، ولكن هذه الخصومة لم تغض من مقدار العقاد في نفسي.

وما أظن أن بين لدات العقاد وأترابه ومعاصريه من يقدره مثل ما أقدره أنا وأكبره وليس يعنيني أن يكون رأي العقاد فيّ كرأيي فيه، وإنما الذي يعنيني أن أقول الحق وإن كرهه الكارهون, وإن كرهه العقاد نفسه، والذين عاصروا خصومات العقاد يذكرون من غير شك أني أثنيت على أدبه في جريدة السياسة حيث كانت الخصومة بين الوفد والدستوريين كأعنف ما تكون الخصومات، وقد كانت الحرب سجالا بيني وبينه حربا ولم يمنعه ذلك من أن يقوم قيام الرجل الكريم في مجلس النواب يدافع عني حين كان الوفديون جميعا علي حربًا، ولا أعرف أن الخصومة بين العقاد وبيني قد


١ اقرأ المساجلة في موضعها في هذا الكتاب.

<<  <   >  >>