على أنه هو نفسه أول الشاهدين على أن صفارتي قد بحت من طول ما أهبت به وهو في قفاره السنتريسي يهدر في المحال بين الجبال مغضيا بعض الأعضاء عن قواعد الملاكمة.
وزكي مبارك بعد ذلك سليم الصدر، صريح القلب رياضي الروح لا يتحرج أن يطلب إلى صديقه أن ينصره ظالما أو مظلوما. ثم تقول إن الأدباء في مصر مع الأسف لا يحسبون حسابا لغير الكاتب الذي يبرز مخالبه ويكشر عن أنيابه ويتهيأ دائما للوثوب، فهل مصداق ذلك يا توفيق أنك أدرت ظهرك لخصمك وحملت علي، أما قطعك الأسباب بينك وبين الرسالة والأدباء فأمر يهون ما دمت تخرج كتبك إلى قرائك الأوفياء، وإذا جاز لي أن أواجهك مرة أخرى فإني أنصح لك يا توفيق بأن تؤمن برسالتك كما أمن ذوو الفضل من الكتاب وأن تصبر عليها كما صبر أولو العزم من الرسل.