كان توفيق الحكيم قد دعا على صفحات "مجلة الرسالة" إلى الصفاء بين الأدباء، فأثارت دعوته صراعا وسجالا عجيبا، كأنما تفتحت له أبواب الخصومة والعراك، ذلك أن زكي مبارك انبرى له وقال: إنه إنما يقصده بهذه العبارة، وقال توفيق الحكيم: إنه ما من أديب واحد يعنيه بهذه الكلمة وإنما هي كلمة عامة للنفع العام ثم كشف عن حقيقة الأمر فقال: إن الذي أوحى له بها هو مقال العقاد الذي يشكر فيه طه حسين إهداءه إليه دعاء الكروان وقال: وفي الحق أني لم أجد بالمقال الرقة التي كنت أنتظرها واستأت في نفسي من الأستاذ العقاد بعض الاستياء وأنا الذي يعتقد أنه يخفي وراء قناع الكبر والتكبر نفسا طيبة تتفجر إذا اطمأنت بأجمل عاطفة وأنبل إحساس.
واتسع نطاق المعركة حتى هدد توفيق الحكيم بالانقطاع عن الأدب وانحنى بالملائمة على صاحب الرسالة إطلاق قلم زكي مبارك؛ وهذه ملامح المعركة:
١- توفيق الحكيم؛ تواضع الأديب الحق ١:
مما يسترعي الالتفات أحيانا تلك اللغة التي يخاطب بها بعض الأدباء زملاءهم فتراهم يقولون "زميلنا أو صديقنا فلان يطلب إلينا كذا ونحن نقول له كذا والأجدر أن يسألنا كذا" إلى آخر هذا الكبر والتكبر في التعبير.
هؤلاء نسوا من غير شك أن تكبر الأديب الحق وتعاليه هو في الفكر والتفكير لا في مخاطبة الآخرين. إني أرى شعار الأديب الحق هو "تواضع في معاملة الناس وتعال في معالجة الأفكار"؛ لقد آن الآوان لأذكياء الشعراء أن يقفوا بالمرصاد لكل أديب يحاول أن يتعاظم بالحط