للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

من قدر غيره وأن يرفع قدر نفسه بوسائل لا تتصل بجوهر الرسالة العليا للفكر والآداب.

حدث ذات مرة أن تفضل أحدهم فذكرني بقوله: صديقنا فلان، فتساءلت أهو يريد أن يشرفني بصداقته أم يشرف نفسه بتعظيمها على حسابي.

يقولون: إن الذوق شيء ليس الكتب, ولكني أقول: إن الذوق شيء ينبغي أن يكون في طبيعة كل كاتب.

٢- من زكي مبارك إلى توفيق الحكيم ١:

صديقي العزيز!

قرأت لك في الرسالة منذ أسابيع كلمة صغيرة تذكر فيها أن في مصر كاتبا قال في سياق حديثه إنه صديقك، وأنك تنكر أن يشرف الناس أنفسهم بالانتساب إليك, ولم يخطر في البال أني مقصود بتلك الغمزة؛ لأني أعرف أن منزلتي في نفسك لا تبيح لك أن تقع في مثل هذا الخطأ, ولكن ناسا حدثوني إنك تريدني بتلك الكلمة الصغيرة, وقد أردت أن أستوثق من نيتك, فكان جوابك أن تلك الغمزة موجهة إلى فلان فهل أجد عندك من الشجاعة ما تقوى به على التصريح باسم ذلك الفلان، أوضح، أوضح, فإن لم تفعل فسأنوب عنك في الإيضاح، صنع الزمن ما صنع, واستطال الدهر ما استصال, فمن يعزيني وقد استباح بعض الناس أن يكتب كلمة توهم أنه أكبر من أن يكون صديقي.


١ الرسالة ١٣ أبريل ١٩٤٣.

<<  <   >  >>