للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٣- الصفاء بين الأدباء؛ توفيق الحكيم ١:

كتب: قد نشرت في الرسالة كلمة, وظاهر من روح هذه الكلمة أني أحض على توثيق صلات المودة الصادقة بين الأدباء بدعوتهم إلى نبذ الألفاظ التي قد تحدث في نفوس زملائهم شيئا من الامتعاض, ولكن الدكتور زكي مبارك فهم الأمر على وجه آخر.

ثم سألني؛ فقلت: أديب واحد قد عنيته بالذات، إنما هي كلمة عامة للنفع العام ولئن كان لا بد من مناسبة أوحت بهذه الكلمة فربما كانت مقالة الأستاذ عباس العقاد التي يشكر فيها الدكتور طه إهداءه إليه "دعاء الكروان".

وفي الحق إني لم أجد بالمقال الرقة التي كنت أنتظرها واستأت في نفسي من الأستاذ العقاد بعض الاستياء، وأنا الذي يعتقد دائما أنه يخفي وراء قناع الكبر والتكبر نفسا طيبة تتفجر إذا اطمأنت بأجمل عاطفة وأنبل إحساس. فالذي يستطيع التأثير في نفوسنا بكتاباته الإنسانية عن الكلب بيجو لا بد أن يحمل نفسا خليقة أن تفيض بالمودة نحو إنسان.

تلك هي المناسبة يا دكتور زكي، ولكنك شئت أن تحمل الكلمة على أنها غمزة مني لك، وأنا أبعد الناس عن الغمزات خصوصا إذا تعلق الأمر بشخصي فأنا لم أنشر قط يوما كلمة تعمدت بها إيذاء أديب في شعوره، أنا الذي يخرج على مهاجمة المبادئ والنظم إلى حد التعرض للخطر، لا أجد من اللائق بأديب أن يهاجم أديبا ليخدشه في كرامته. لأن الأدب قبل كل شيء مودة ومحبة ورحمة وصباء، على هذا الوجه فهمت دائما الأدب هو صنع


١ الرسالة ٢٠ أبريل ١٩٤٢.

<<  <   >  >>