جرت بين زكي مبارك وكتاب عصره معارك أدبية متعددة١؛ وهذه ثلاث نماذج من نقده لكتابات: عباس محمود العقاد, وعبد العزيز البشري, وإبراهيم عبد القادر المازني, وطنطاوي جوهري، ولقد كان لزكي مبارك آراء في الزيات سجلها في خلال كتاباته في مجلة الرسالة غير أنه بعد أن ترك الرسالة هاجم الزيات في أسلوبه، وعرض لعبارته التي تقول:
"قل لأولئك الذين زعموا أن مصر نبت عن العروبة فقطعت الأسباب الموصلة وأيبست الأرحام المبلولة".
فقال مبارك: من الذي أباح لك يا زيات أن تتكلم عن الأرحام المبلولة؟ ومن أوحى إليك ذلك؟ أجبني، إنها الرجل الذي لبس بهذه المقولة قفطانا أخضر وجبة خضراء وبعد أن ندد بجناية السجع على المعاني وأعرض قال: أمن أجل سجعة تافهة تقع في ذلك الجرم المبلول, اتق الله في قرائك فلا ترهقهم بالسجع ولا تقتلهم بالازدواج.
بين زكي مبارك والعقاد:
عرض زكي مبارك للعقاد في أكثر من مناسبة على نحو فيه ذلك التهيب لقلم العقاد حتى إنه أجاب على سؤال في هذا لمجلة المكشوف "يوليه ١٩٣٩" فقال: أنا لا أنقد مؤلفات الأستاذ عباس العقاد ولا هو ينقد مؤلفاتي، لأننا كنا تلاحينا مرة على صفحات جريدة الجهاد وأنا غير مستعد لإنصاف الأستاذ عبد العزيز البشري لأني سمعت أنه تألم من المناوشة التي وقعت بيني وبينه منذ سنوات وأنا أكره أن أقول كلمة خير في الدكتور طه حسين لأنه كتب مقالا في مجلة الرسالة فيه تهوين من شأن كتاب النثر الفني وأنا أحقد على جميع علماء الأزهر لأن فيهم جماعة أرادوا أن يثيروا الغبار حول كتاب التصوف الإسلامي.