هذه إحدى معارك المجددين والمحافظين تنفرد بلونها الساخر، هذا اللون الذي عرف به زكي باشا شيخ العروبة في عديد من مساجلاته التي نورد منها نموذجا آخر في معركته مع محمد مسعود، والحق أن طريقة أحمد زكي باشا في المجال هي جزء من تاريخ النقد العربي المعاصر فإن كتابنا الذين عرفوا بالنقد الساخر المليء بالضربات والطعنات هم عندنا أتباع لمدرسة أحمد زكي باشا وتلاميذ له لا سميا وأن طه حسين وزكي مبارك وغيرهم قد تلقوا عنه في الجامعة ونظروا إلى كتاباته ومساجلاته حول الحضارة الإسلامية في الصحف, وقد بدأت المساجلة باعتراض أحمد زكي باشا على ما ذكره زكي مبارك من نهج البردة التي حملت اسم الشيخ سليم البشري هي من كتابة ابنه الشيخ عبد العزيز البشري وقد سخر زكي باشا من مبارك فوجه كتابه إلى الطفل الميمون نجل الدكتور زكي مبارك ذاكرا أن الابن يكتب بإمضاء أبيه ويخطئ وتطورت المساجلة فدخلت في أساليب متعددة وسخريات مختلفة.
إلى الطفل الميمون نجل الدكتور زكي مبارك ١:
أنت تكتب باسم أبيك فتارة تخطئ وتارة تصيب.
فأنت تزعم بالأمس فيما كتبته أنت بإمضاء أبيك أن الأستاذ الأخ شيخ المحدثين وشيخ الأزهر المرحوم سليم البشري قد رضي بالكذب وبالزور وبالبهتان بأن يوضع اسمه على شرح نهج البردة بأنه هو ناسج بردته والحال -كما تزعم أنت وحدك- أن هذا الشرح مكتوب بقلم والده فخر الكتاب وإمام المنشئين الكاتب الأبرع الأمجد الأستاذ عبد العزيز البشري.