للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولو أنك سألت أباك الدكتور زكي مبارك الصادق المصدوق، لقال لك: إنك جريء على الحق، وإنك مستهتر بالتاريخ.

فإن أدبك أبوك بالأدب الذي أخذه هو عن أشياخه "ولي معهم سهم ضئيل" أيام كانت العمامة البيضاء تتوج رأسه المبارك بالعلم وتزين مفرقه الحالي بالأدب ثم رجعت تطلب مني الإفادة بأن تجلس بين يدي كمثل الطالب المستفيد المتأدب في جلسته وفي عبارته فإنك تكون في هذه الحالة -وهذه الحالة فقط- عليم بالجواب وإلا فخير من مجاوبتك السكوت.

زكي مبارك ١:

إني أعرف أني أسرفت في الثرثرة وملأت الدنيا كلامًا وضجيجًا وكان لا بد أن يتقدم كاتب جريء فيقول: اسكت فقد أسرفت.

وكان ذلك الكاتب الجريء هو العلامة المفضل "أحمد زكي باشا" الذي لم يعد الصواب حين قال: إن هناك إنسانين أولهما زكي مبارك وثانيهما نجل زكي مبارك وأنا واثق أعرف هذا من نفسي. فقد يتفق في أحيان قليلة جدا أن أكتب فأجيد ثم أكثر من الهدر واللغو والفضول حتى لأحب أن أزيل مقالاتي بإمضاء أحد أبنائي, ولكني أشفق أن أحملهم تبعة ما أكتب حين يفوتني أن أوفق إلى القول الفصل والرأي الحصيف.

"ثم أشار إلى نهج البردة ظهر منذ عشرين سنة "قال: وكنا نسمع في أندية الأدب أنه من وضع الأستاذ "عبد العزيز البشري" لا من وضع أبيه المرحوم الشيخ "سليم" ثم اتفق لي أن أكتب ربيع ١٩٢٥ في المقطم عن قصيدة نهج البردة وأشرت إلى كاتب ذلك الشرح فلم يعترض أحد على ذلك.


١ البلاغ ١٦ ديسمبر ١٩٣٢.

<<  <   >  >>