وقابلت شوقي وطه حسين ثم نشرته في كتاب الموازنة بين الشعراء فلم يثر زكي باشا ولم يغضب أحد من مؤرخي الأدب الحديث.
ثم قال "لما ظهر خطاب زكي باشا رأيته عنيفًا جدًا وأشار بعض الأصدقاء بأن أقابله بخطاب أقسى وأعنف، ولكني تذكرت أن زكي باشا كان من أوائل الأساتذة الذين تولوا التدريس بالجامعة، وتذكرت أن زكي باشا شيخ كبير ومن حقه أن يلهوا بالإساءة إلى أبنائه الأوفياء, ثم تذكرت أخيرًا أن الواجب يقضي بأن أشتغل بتحقيق هذه الحالة تحقيقا علميا بعيدًا عن لغط القيل والقال.
"ثم ذكر الدكتور مبارك أنه رجع إلى طه حسين" فقال له: إنه لا موضع للشك في أن يكتب المرحوم الشيخ سليم لك الشرح لأنه كان متفوقا جدا في علم الحديث وكان يحفظ البخاري متنا وسندا.
ثم اتصلت بعبد العزيز البشري. فابتدرني بكتاب أرق من أدبه الرائع وسألني كيف أستكثر على أبيه أن يكون كاتبًا مع أنه كان من كبار المحدثين وأحالني على مقالات كتبها والده في السنة الأولى من المؤيد في الرد على الطويراني الشنقيطي وقال: إن مقالاته تضعه في الصف الأول من الكتاب.
ثم قال مبارك: وتلك بيانات رأينا أن نقدمها في نزاهة إلى قراء البلاغ وفيها انتصار لأستاذنا المفضال "أحمد زكي باشا" ولا يضيرنا أن ينصر حين يكون الحق في جانبه بل الشرف كل الشرف أن نعمل لانتصار الحق ولو أدى ذلك إلى انهزامنا في مناظرة أدبية.
ثم قال "وبعد أن وصلت إلى هذه النقطة لقيت أديبًا أزرق الناب من القروم الخناذيذ الذين شهدوا ذلك العهد فأكد أن زكي باشا لم يوفق في