إثارة هذه المسألة وإنه كانت هناك ظروف سياسية دقيقة قضت بتكليف الشيخ "سليم البشري" بشرح نهج البردة وأن الشيخ سليم لم يكن منشرح الصدر لذلك وأن الشرح الأول وضع في منزل شوقي بك بالمطرية بمعاونة الأستاذ عبد العزيز وأن الشيخ سليم راجع الشرح وصادق عليه وتوجه باسمه.
ثم عاد زكي باشا معلقا على قوله "لطالما عارض الناس بردة البوصيري في القديم والحديث بمئات ومئات من المنظومات".
وقال: واستكثر هذا الإغراق في المبالغة، والكلام الفضفاض إن مئات ومئات توجب على الأقل خمسمائة قصيدة والصواب أنها توجب ستمائة لأن أقل الجمع ثلاثة وطلبت من الباشا أن يدلنا على خمسين قصيدة لا خمسمائة فراح الباشا يراوغ مراوغة علمية اسمها في الفقه الفصيح "الهرب" واتهمنا بالغض من قدره مع أننا من أعرف الناس بسعة اطلاعه.
وإن كنا نوافق خصومه في بعض ما يأخذون عنه من سرعة الغضب ونقل المناظرة من باب الحد إلى باب التنابذ الذي يكرهه العلماء.
وكان زكي باشا قد سأله عن بعض أبيات من الشعر, ومن قائلها؟ فرد عليه وقال: "ولو استبحنا لأنفسنا أن نسأله مثل هذا السؤال لأعجزناه وأعجزنا معه ألوفا من القراء ثم وجه إليه ثلاثة اتهامات:
١- هل من الحق أن بردة البوصيري عورضت بمئات ومئات من المنظومات؟
٢- هل يليق بالعالم أن ينقل الجدل من ميدان إلى ميدان؛ ليفر من الجواب؟