أثار البحث حول مكتبة الإسكندرية "وهل حرقها العرب" معركة حول فضل العرب على الحضارة. وذلك أن طه حسين، ترجم تقريرا كتبه المستشرق "بول كانوفا" ونشره في السياسة اليومية "٢ مايو ١٩٢٣" حول هذا الموضوع.
وقد عرض طه حسين لأحمد زكي باشا "شيخ العروبة" وسخر من أنه أذاع بأن للعرب فضلا على الحضارة وسبقا فيها أجاب زكي باشا بأنه لم يطلق هذا إطلاقا، ودخل المعركة الأمير شكيب أرسلان حيث عرض لدور كتاب التقريب.
وهذه ملامح المعركة:
١- طه حسين:
لست أدري لماذا نبحث عن الظهر في الساعة الرابعة عشرة كما يقول الفرنسيون، فقد يخيل إلي أن من السهل أن نلتمس لهذه القصة أصلا تاريخيا لم يروه التاريخ، وما الذي يمنع أن تكون هناك خزانة كتب تحرقت أثناء فتح الإسكندرية دون أن يكون عمر قد أمر بتحريقها ودون أن يكون عمرو قد أحدث هذا التحريق. فإن أخذ المدن عنوة يستتبع أهوالا كثيرة من التحريق والتدمير, ذلك إلى أن هذا التأويل الذي أفترضه سهل معقول في نفسه لا يأباه المنطق ولا ينكره التاريخ.
وأشار الدكتور طه إلى رأي المستشرق كازانوفا في قضية مكتبة الإسكندرية على النحو الذي أشار إليه ثم قال:
المستشرقون إذن متعصبون للعرب وقد لا يكونون أقل تعصبا للعرب من صاحب السعادة أحمد زكي باشا الذي أذاع في الناس منذ سنين فكرة أن العرب سبقوا إلى كل شيء، ولا يوجد بين الشعوب شعب سبقهم إلى