وقعت بين توفيق الحكيم وطه حسين معركة أدبية تحولت بها الصداقة إلى خصومة والمدح والثناء إلى خلاف وعراك، كان توفيق الحكيم نائبا في الريف قدمه صديقه الدكتور حسين فوزي إلى طه حسين وقد نشر قصة "أهل الكهف" فكتب عنها هيكل ومصطفى عبد الرازق وغيرهما ومجدوها, هناك أطلق رأيه في توفيق الحكيم وقال عنه أنه أنشأ في الآداب فنا جديدا ثم صدرت "شهر زاد" فنقدها طه حسين ولم يلبث الموقف أن تحول بين الكاتبين على الصورة التي سجلها طه في قصة الأديب الحائر وتعكر الصفاء. عاد مرة أخرى بين الأديبين. وقد صور توفيق الحكيم موقعة من بعد في معركة "الصفا بين الأدباء".
وقد صور سيد قطب في كتابه "شخصيات وكتب" أسرار الموقف بين الكاتبين فقال مجيبا على سؤال: لماذا نالت "أهل الكهف" إعجاب طه حسين ولماذا وقعت الجفوة بينهما حين صدور "شهر زاد" فقال:
هناك ملابسات شخصية أحاطت بالموضوع, ولكن بقي وراء هذه الملابسات شيء ثابت, هو طبيعة الدكتور طه وطبيعة توفيق الحكيم فالدكتور أوفر حظا من الحياة الواقعية وتوفيق أوفر حظا من التأمل والتجريد والدكتور معني بالنفوس البشرية كما هي، يتبع خطواتها ويقفو خطواتها ويتسمع همساتها, وتوفيق معني بالذهن الإنساني المجرد، يوغل في تأملاته ويسبح في فروضه.
ومن هنا أعجب الدكتور طه بأهل الكهف لأن مخلوقاتها من صنع