أما معركة "مفاهيم الأدب" بدأت حول الأسلوب عام ١٩٢٣ بين الرافعي وطه حسين ثم تناولت غاية الأدب، واتصلت بالأسلوب والمضمون، والفن للفن والفن للمجتمع، ومذهبي الأدب بين الرافعي والعقاد، والتراث القديم. والنقد والتتريظ، ومعارك مفاهيم اللغة.
وقد قامت هذه المعارك على أساس مهاجمة الأسلوب القديم المغرق في السجع والمقدمات والألفاظ القاموسية، وحول غلبة العناية باللفظ على العناية بالمضمون.
وقد وقف شكيب أرسلان والرافعي في صف الدفاع ووقف سلامة موسى وطه حسين في صف الهجوم.
وكانت حجة المدافعين حماية اللغة العربية من أعجمية العامية التي كانت هدف الدعوة التي أثيرت واستشرت، غير أن المعركة انكشفت عن تقارب في الأساليب وهو ما أطلق عليه الأسلوب التلغرافي.
وجرى مثل هذا في مفهوم الشعر، فكانت معركة أنصار الرافعي وأنصار العقاد، وكانت دعوة العقاد والمازني وشكري قد بدأت منذ العشرينات من هذا القرن، ثم انفصل شكري الذي هاجم زميله المازني في أول كتاب للمذهب وهو "الديوان" ثم تنكر المازني لشعره ووقف العقاد وحده يدافع عن الشعر الجديد وتصدى له الرافعي في هجوم عنيف. ثم كانت معارك تجديد اللغة بإحياء الألفاظ القاموسية التي تسد حاجة الحضارة وقد نشبت بين أحمد زكي باشا ومحمود مسعود وكان لها طابع العنف.