للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[الفصل الثامن: جمال الدين الأفغاني ورينان]

معركة بين رشيد رضا ومصطفى عبد الزارق:

كانت الجامعة المصرية في الثلاثينات قد وقعت تحت سيطرة المستشرقين ودعاة التغريب ولذلك عمدت إلى مصادمة مشاعر العرب والمسلمين والمصريين احتفلت بمرور مائة عام على ميلاد الفيلسوف الملحد أرفست رينان صاحب نظرية "الآرية والسامية" والكاتب الغربي استعماري الذي هاجم التراث أشد هجوم واتهمهم بالضعف في النقل والقصور في التفكير والذي هاجم الإسلام أعنف هجوم.

وقد كان من العجب أن يكرم ذكرى رينان رجل مثل الشيخ مصطفى عبد الرازق أستاذ الفلسفة بالجامعة وخريج الأزهر الشريف والسربون فيرمي بقضية جريئة، كانت لها ضجة بعيدة المدى، تلك هي اتهامه جمال الدين الأفغاني بأنه بعد وصوله إلى باريس ١٨٨١ واجتماعه بالفيلسوف أرفست رينان قد "تطور فكره" في أقل من ثلاث سنين، فغير رأيه في "الدين" وأعلن أن الإسلام كان عدوًا للعقل والمدنية.

والمعروف أن رينان قد تحدث إلى جمال الدين في شأن إلإسلام والعرب، وإنه ألقى على أثر ذلك محاضرة نشرت في جريدة الديبا الباريسية، وإن جمال الدين رد على هذه المحاضرة ونقد آراء الفيلسوف الفرنسي مما اضطره إلى أن يعلن تراجعه "ظاهريًا" عن آرائه واعتذاره أنه سيعيد النظر في مصادر دراسته.

ولما كان هذا الرأي جريئًا على "جمال الدين الأفغاني" فقد تصدى "رشيد رضا" للرد على مصطفى عبد الرازق فكتب في الأهرام والمنار يعرض للآراء التي وردت في المحاضرة عن رينان وجمال الدين مفندا لها، وقالت جريدة الأهرام١ معلقة على المحاضرة: "إن المحاضر أخذ يحقق تحقيقا دقيقا لبعض التواريخ الخاصة بسياحات جمال الدين ثم أخذ يذكر لرينان رأيه في


١ الأهرام ٣٢ مارس ١٩٢٣.

<<  <   >  >>