للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الآراء والمذاهب والتأويلات وتجلت عاطفة نزاعة إلى أقصى درجات التكمل الأدبي غير مقيدة بأوهام بيئة ولا بأهواء قبيل، وغير خاضعة لسلطان طائفة، ولا تابعة لقيادة بشرية. قلنا إذا انتهزت الأديان هذه الفرصة، وتجردت من كل أعبائها البشرية اتفقت والنزعة العلمية بل اندمجت فيها وتوحدتا وبطل النزاع بينها.

ولزيادة البيان نقول: إن الأديان قد أخرجت من بساطتها الفطرية، وأصبحت ممثلة لآراء أهلها وحالاتهم خلال القرون وقائمة على حوادث محلية ولها وجهات نظر خاصة بها في العلوم والفنون، ومنطق مطبوع بطابعها للنظر والقياس والمعرفة فلا يعقل في حال من الأحوال أن تتفق والعلم، بل المنتظر أن تزداد شقة الخلاف بينهما اتساعا، ويقضي أحدهما على صاحبه قضاء لا قيام له بعده، وأنت خبير لمن يكون التغلب في هذا الصراع الذي طال أمده.

<<  <   >  >>