لم يحض الدين على منابذة العلم بل على العكس إن الإسلام يدعو إلى حرية البحث وصراحة التفكير والتسامح الذهني.
لقد كانت المودة بين المثقفين في القرن الماضي هي المصارحة بإنكار العقائد وللمثقفين مودة في كل جيل.
والعلم والدين اليوم يتماسان والفضل في ذلك يرجع إلى تفكير العلماء على النمط الفلسفي، فأصبح العلم اليوم يسلم بوجود ما ليس قائما أمام الحس, وذهب عصر البديهات وتغير وضع القواعد العلمية، وأصبح عصرنا هذا عصر يقين واعتقاد بالقوى الخفية، وقد أستطيع القول بأن العلم في الأيام المقبلة سيخطو نحو الدين خطوات جريئة لا يبعد أن تثبت إمكان وقوع المعجزة وفي الختام إن العلم يعزز الدين.
محمد فريد وجدي:
إن شقة الخلاف بين العلم والأديان وهي على ما هي عليها في حالتها بعيدة المدى وقائمة على أسباب غاية في الخطورة, ومادامت هي محافظة على تقاليدها فلا يوجد في العالم ما يقرب بينها وبين العلم مهما تكمل في تطوره فإن كل ما ينتظر من تكملة هذا أن يصل إلى إثبات وجود الروح وخلودها من طريق أسلوبه العملي المعروف, وهو إذا وصل إلى هذه الغاية عمل على متابعة طريقه ليبلغ إلى أقصى ما يعرفه عن علاقات بالوجود وعن خير الطرق لترقيها واتصالها بالملأ الأعلى، والناس كما لا يخفى تعودوا ألا ينقادوا إلا إليه فيصبح العلم زعيما للحركة الروحية كما هو زعيم للحركة المادية.
ولكن إذا انتهزت الأديان فرصة هذه الفترة الانتقالية وألقت من فوق أكتافها كل ما حملته من آثار الأساطير وبقايا القوميات، وما أحيطت به