للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[الفصل الثالث: معركة الشعر الجاهلي]

[مدخل]

...

الفصل الثالث: معركة "الشعر الجاهلي"

أثار صدور كتاب "الشعر الجاهلي" عام ١٩٢٦ ضجة كبرى، هذه الضجة تتصل بالمشاعر الدينية من ناحية وبالصراع الحزبي من ناحية أخرى، وكانت نقطة الخطر فيه أنه ألقي على طلبة الجامعة. والجامعة يومها حديثة العهد، لم يمض عليها أكثر من عامين منذ ضمتها الحكومة إليها, كما كان صدى كتاب "الخلافة وأصول الحكم" الذي أصدره علي عبد الرازق لم يزل ماثلا في الأذهان.

والكاتبان متصلان بحزب الأحرار الدستوريين وجريدة السياسة التي كانت وقته تجمع الكتاب المجددين الذين يثيرون المعارك حول التجديد ويصطدمون بعلماء الأزهر والكتاب المحافظين، لذلك قامت معركة أدبية كبرى حول الشعر الجاهلي، فقد نشرت فصول في الصحف وصدرت مؤلفات في الرد على الكتاب بأقلام محمد فريد وجندي ومحمد لطفي جمعة ومصطفى صادق الرافعي وشكيب أرسلان ومحمد أحمد الغمراوي ويوسف الدجوي وعبد المتعال الصعيدي ومحمد عبد المطلب وعبد ربه مفتاح. وكما حملت جريدة السياسة لواء الدفاع عن طه حسين حملت جريدة كوكب الشرق لواء الحملة التي بدأها شكيب أرسلان في مقال كتبه من "روما ١٩ مارس ١٩٢٦" تحت عنوان "التاريخ لا يكون بالافتراس ولا بالتحكم", ثم بدأت مقالات الرافعي في ٢٣ مارس ١٩٢٦ وامتدت وتعددت حتى كانت بعد مادة كتابة "تحت راية القرآن: الرد على الشعر الجاهلي" واشتركت مختلف الصحف في هذه المعركة فنشرت الأهرام في ٢٨ أبريل ١٩٢٦ مقالا للشيخ عبد المطلب وصمتت جريدة السياسة حتى ١٣ مايو ١٩٢٦ حينما نشرت كتاب طه حسين الذي ينص على أنه مسلم مؤمن بالله واليوم الآخر ثم عادت إلى الصمت حتى ١٦ مايو حيث نشرت حديث طه حسين مع جريدة فرنسية هي "الأنفورماسيون", وكتب طه حسين مقالا في ١٦ يوليو ١٩٢٦ في السياسة يهاجم الأزهر ونظام التعليم فيه.

ومن هذه المقالات التي نشرتها جريدة كوكب الشرق ما كتبه عبد المتعال الصعيدي "١٢ مايو" وإسماعيل حسن ومحمد أحمد العدوي ١٨ مايو و٢٢ مايو و١٩ يونيه ويوسف الدجوي "٢١ مايو" وكانت هذه المقالات تحمل هذه العناوين: جماعة الملاحدة، مهزلة الجامعة المصرية، من يهد الله فهو المهتد: طه حسين يعادي التاريخ والعلم فوق عداوته للدين. حول

<<  <   >  >>