الفصل الثاني عشر: المعارك الأدبية؛ بين شباب الأدب وشيوخه
جرت معارك متعددة بين شباب الأدب وشيوخه، وتنوعت، وتنوعت، ولكنها لم تصل إلى مجال المعارك الكبرى إلا في معركة واحدة: هي معركة أنصار العقاد وأنصار الرافعي وكانت مناوشات كتاب الشباب تمثل الهجوم على "نفوذ" كبار الكتاب على اتجاهاتهم الغربية.
وقد اشترك فيها عدد كبير منهم محمد علي غريب وعبد الله عفيفي ومحمد أمين حسونة ورئيف خروي ومحمود شاكر ودريني خشبه.
١- محمد علي غريب١؛ أبناء المدرسة الحديثة يهدمون القديم والجديد:
وللأدب عند أخواننا مقياس غير محدود فهم يطلبون التجديد من الأدب ولكنهم لا يكلفون أنفسهم عناء في الخلق والابتكار ويكادون يجمعون على أنه ليس في مصر أدب ترتضيه عقولهم أو تستسيغه نفوسهم، ولهذا تراهم يشيدون بأدباء الغرب من شكسبير فنازلا أو فصاعدًا ولكنهم لا يعيشون طويلا على تمجيد أولئك الأدباء ومن ثم تسمع واحدا منهم يلقي بيديه على حافتي المقعد ويميل برأسه إلى الوراء متحدثا في وقار وحلم قائلا: أنا لا يعجبي من نيتشه تطرفه بالنسبة للمرأة.
٢- محمد خصار المغرب ١:
ومنذ سنوات كانت جماعة المجددين المصريين تبرق وترعد بمحاسن المدينة الغربية وأفضليتها وسوء الحضارة الشرقية ولما أراد الله رفع الستار عن مساوئ الأولى وظهر إفلاسها بعد الحرب فبرز كتاب أوروبيون عظام للتنديد بها