ولم لا يكون الدعاة إلى الوقوف عند القديم من أساليب اللغة وألفاظها من هؤلاء الملحدين, ولم لا يكونون أشد منهم في الإلحاد إلحاحا؟
ولقد تعجب حين تذكر أن رجلا كالشيخ رشيد رضا مثلا كان متصلا اتصال تلمذة واتصال رزق بالمغفور له الشيخ محمد عبده حين كان رحمه الله يرمى بالزندقة والكفر والإلحاد ولا يتعفف هو عن أن يرمي الناس بالإلحاد.
من الخلط غير اللائق برجل يمسك القلم ويدعي لنفسه التفكير والتخيل أن يلجأ كاتب إلى هذا النوع السقيم من المنطق. لقد نفهم أن يقول هؤلاء من أنصار الأساليب والأخيلة القديمة والعائشين ما يزالون بين كثبان الرمل إن كل مسايرة للمدنية الغربية فيه باللغة وبأساليبها أضرار لكيت وكيت من الأسباب التي يسردونها, لكن ذلك شيء والإلحاد شيء آخر.
ولو أنهم استطاعوا أن يقفوا من أنفهسم موقف النقاد وأن يعرفوا مواضع القوة ومواضع الضعف من كتابتهم لمهد لهم ذلك السبيل إلى السمو فوق هذه المنازعات بين القديم والجديد.
لكن كثيرين لا يستطيعون هذا لأنهم يريدون أن يروا حولهم جمهورًا يصفق لهم ويشكون في أن يجدوا هذا الجمهور المعجب الضعيف للجيد الصالح مما يكتبون.
فهم لذلك يشنون الغارة باسم الإلحاد وتارة باسم المحافظة على اللغة طورًا.
مصطفى عبد الرازق ١:
إن الاتجاه العلمي الأخير هو انتصار للدين, ولست من القائلين بأن العلم كان يوم من الأيام يناهض الدين هذا من جهة، ومن الناحية الأخرى