الطبيعة، وهنا وقعت الجفوة بين الدكتور وشهر زاد, فشهر زاد هي قصة توفيق الحكيم الكاملة -على طريقته- هي قصة الذهن الإنساني المجرد من أوشاج البشرية، هي قصة القلق الفكري والشك الذهني.
رأي طه حسين في أهل الكهف:
"أهل الكهف" حادث ذو خطر لا أقول في الأدب المصري وحده، بل أقول في الأدب العربي كله, وأقول هذا في غير تحفظ ولا احتياط وأقول هذا مغتبطا به مبتهجا له وأي محب للأدب لا يغتبط ولا يبتهج حين يستطيع أن يقول وهو واثق بما يقول أن فنا جديدًا قد نشأ فيه، وأضيف عليه, وأن بابا جديدًا قد فتج للكتاب وأصبحوا قادرين على أن يلجوه وينتهوا منه إلى آماد بعيدة رفيعة ما كنا نقدر أنهم يستطيعون أن يفكروا فيها الآن.
ولكن في القصة عيبان: أحدهما يسوءني حقا، ومهما ألوم فيه الكاتب فلن أؤدي إليه حقه من اللوم وهو هذا الخطأ المنكر في اللغة، وهذا الخطأ الذي لا ينبغي أن يتورط فيه كاتب فضلا عن كاتب كالأستاذ توفيق الحكيم ولا يراد في أن أكون قاسيا عنيفا، وفي أن أطلب إلى الأستاذ في شدة أن يلغي طبعة هذه الجملة وأن يعيد طبع القصة مرة أخرى بعد أن يصاح ما فيها من الأغلاط.
أما العيب الثاني فله خطره ولكنه مع ذلك يسير، هذا العيب يتصل بالتمثيل نفسه فقد غلبت الفلسفة وغلب الشعر على الكاتب حتى نسي أن للنظارة حقوقا يجب أن تراعى فأطال في بعض المواضع وكان يجب أن يؤخر، وفصل في بعض المواضع وكان يجب أن يجمل.