إني أشكر أهل الكهف الذين قادوني إليك، وإن كان هذا هو الغرض من بعثهم في كتابي فقد حق البعث نجح، الحقيقة أن رعاية الدكتور طه هو أثمن من تمنحني القديسون الثلاثة من كنوز، وإن صداقته التي أطمح إليها يوم أكون خليقا بها هي مفتاح عملي الأدبي في المستقبل, إنه ليشق علي أن يمضي الأسبوع ولا ألقى الدكتور, فلقد وجدت في حديثه زادًا روحيا لا غنى لي عنه.
رأي طه حسين في قصة "شهر زاد":
شهد الله ما آثرت صاحب أهل الكهف ولا خصصته بثناء، ولا رأيته ولا تحدثت إليه ولا سمعت منه قبل أن أقدم قصة أهل الكهف إلى القراء، وإنما قرأته فأحببته وأعجبت به ورأيت أن الحق يجب أن يعلن, وأن الكتاب المجيدين يجب لهم حظهم من الإجادة ليزدادوا رغبة فيها.
ولأعود إلى هذه القصة، قصة شهر زاد فأعترف بأنهاكقصة أهل الكهف فن جديد من الإنتاج في أدبنا الحديث لم يسبق توفيق إلى مثله ولا إلى قريب منه، ولست أزعم أنها المثل الأعلى في القصص التمثيلية، بل لست أزعم أنها شيء يقرب من المثل الأعلى، ولكني أزعم أنها أثر فني متقن ممتع، دقيق الصنع، بارع الصورة، خليق بالبقاء والبقاء الطويل.
ليقل الغاضبون على توفيق والحاسدون له ما يقولون فالأدب العربي الحديث لم يعرف مثل هذا الفن من الإنشاء, بل ما لي أقتصد؟ فالأدب العربي