الحديث لم يعرف مثل هذا الفن, وأنا أرجو ألا يغتر توفيق بهذا الثناء الذي أهديه إليه صادقا مخلصا وأود لو دفعه هذا الثناء إلى العناية بفنه والتكميل لما ينقصه من الأدوات، فهو في حاجة إلى كثير من الجد والعناء، ومن الدرس والتحصيل، فهو في حاجة إلى أن يكثر من قراءة الفلسفة ليقول عن علم ويفكر على هدى وهو في حاجة إلى أن يعنى باللغة ويتقنها ليستقيم التعبير عما يعرض له من الخواطر والآراء.
طه حسين: الأدب الحائر
قصة تمثيلية للأستاذ توفيق الحكيم:
الناس جميعا يعلمون أني محب للأستاذ توفيق الحكيم معجب بقلمه وأقل ما يوجبه علي الحب والإعجاب أن أكون رفيقا شفيقا، حين يشتد القيظ ويخشى من شره على الرءوس والنفوس والأقلام، وهذا العنوان الذي وسمت به هذه القصة لا يعدو أن يكون اقتراحا قد يعدل عنه الأستاذ توفيق الحكيم إن خطر له أن يكتب قصة، فما ينبغي لمثلك ولا لمثلي، بل ما ينبغي لخير منك ولا خير مني، أن يقترح على الأستاذ أن ينصح له فالأستاذ أكبر من أن يقترح عليه مقترح أو ينصح "ناصح" مهما يكن مخلصا أمينا.
١- أما الفصل الأول من هذه القصة كما كانت فتقع في العام الماضي في أوائل الربيع في حجرة من حجرات البيت الذي كنت أسكنه في هليوبوليس إذ يقبل علي صديقان يحبان الأدب لأنهما أديبان ويعجبان بالأستاذ توفيق الحكيم لأنه أديب, وهما يتحدثان إلي عن هذا الأستاذ الذي لم أعرفه ولا سمعت من حديثه شيئا، فيثنيان عليه بما هو أهله، أو بما هو أهل لأكثر منه، ثم يدفعان إلي كتابا وضعه الأستاذ توفيق الحكيم، وكان يود أن يهديه إليَّ