إلى شيء، وظاهر أن هذا التعصب وما ينشأ عنه من الآراء الكثيرة المختلفة، هو أبعد الأشياء عن الشعور العلمي والمنهج العلمي في البحث والتحقيق. فإذا قامت مناهج البحث عن خزانة الإسكندرية وتمزيق العرب إياها على قاعدة التعصب للعرب والمسلمين أو على العرب والمسلمين فنحن واثقون بأمرين: الأول أن هذه المسألة لن تحل، والثاني أن القرون ستتعاقب قبل أن يفرغ الباحثون من الكلام الكثير.
٢- أحمد زكي باشا ١:
إن الذي قلته وكررته وأيدته بالوقائع الثابتة ودعمته بالنصوص الصحيحة التاريخية المعهودة هو:
أن العرب سبقوا الإفرنج إلى اختراع كتابة العميان.
سبقوا الإفرنج إلى التفكير في حل مسألة الطيران وإلى محاولة ذلك بالفعل وإلى نقله من حيز العلم إلى حيز العمل.
إن العرب سبقوا الإفرنج إلى التفكير في كشف أمريكا وأنهم حاولوا الوصول إليها مرتين بالفعل، وأولاهما من لشبونة عاصمة البرتغال وثانيهما من مدينة غانة بالسودان الغربي على ساحل المحيط الأطلنطي.
إن العرب سبقوا الإفرنج إلى معرفة مرض النوم.
إن العرب سبقوا الإفرنج إلى اكتشاف منابع النيل ووصفوها وصف شاهد العيان.
إن العرب سبقوا الإفرنج إلى احتلال أمريكا وافتراض وجودها.
١ اقرأ تفاصيل البحث في السياسة اليومية ١٨ أبريل ١٩٢٣ و٢ مايو ١٩٢٣, ٣/ ١/ ١٩٢٤.