وقال: إن الناقد الصريح في مصر يتعرض رزقه ومعاشه لضروب من الزعزعة والاضطهاد وقد يتعرض مسلكه في الحياة إلى سفاهة القيل والقال, وفي مصر عبارة مألوفة حين تظهر مقالة نقدية؛ هي: ما الذي بين فلان وفلان. ومعنى ذلك أن الناقد لا يتعرض لمؤلف إلا وفي صدره غرض خاص.
وهاجم زكي مبارك العقاد في مقال له "البلاغ ٢٨ يناير ١٩٤٧" فقال: زعم الأستاذ العقاد أن "سعدًا" خلع عليه لقب الكاتب الجبار والعقاد كاتب بلا جدال وشاعر من أكابر الشعراء وله في نفسي منزلة غالية حفظه الله من جميع الأسواء, ولكن الكاتب الذي عناه سعد باشا هو "عبد القادر حمزة" كما تشهد بذلك مذكرات كامل سليم سكرتير سعد زغلول.
رأيه في العقاد ١:
العقاد في الكتابة والنقد شخصان مختلفان كل الاختلاف؛ فالعقاد الكاتب السياسي يرمي ويرمي ويظلم ويظلم في كل وقت، فهو من أبناء السماء عند قوم ومن أبناء الأرض عند آخرين، أما العقاد الكاتب الأدبي فهو من الطبقة الأولى بشهادة الجميع. والعقاد الناقد لا ينحرف عن القصد إلا في حال واحد، حال الحكم على من يعادي من المعاصرين. أما حكمه على المفكرين الذين بعد عهدهم في التاريخ، فهو في غاية من العدل والسداد وقد يصل به الرفق إلى المبالغة في إظهار المحاسن وإخفاء العيوب.
وانحراف العقاد في كتاباته السياسية والنقدية يشهد بأنه سليم الشخصية وللكلام هنا مدلول خاص هو اكتمال الحيوية والإحساس، فالعقاد يصادق بعنف ويعادي بعنف فأصدقاؤه ملائكة ولو كانوا شياطين وأعداؤه شياطين