انقطعت، فما دام كلانا يكتب فالخصومة بيننا ممكنة ولكننا قوم نعرف كيف نختصم دون أن نفسد الخصومة رأي واحد منا في صاحبه.
ومن المقطوع به أن لهذا الكلام معنى عميق وطه حسين لا يقوله مجردًا ولعله أن يدفع به حملة من حملات العقاد ضد شيء ما، وقت كتابة هذه الكلمات. "وهذه ملامح من هذه المعارك".
رأي طه حسين في "مطالعات" العقاد:
إن الأستاذ عباس١ العقاد من أصحاب الألوان السياسية الظاهرة وأي لون سياسي! وأي ظهور وهو سعدي مغرق في السعدية وهو كاتب من كتاب البلاغ.
لقد أخذت نفسي بأن أكون حرًا في النقد، وأعطيت على نفسي موثقا من الله لأكونن حرًا مطلق الحرية ولا يستثن في هذا النقد صلات المودة والقربى وعواطف الرضا والسخط، وإذا كنت قد أخذت على نفسي بتلك الخصلة وأعطيت على نفسي هذا الموثق وتناولت الأصدقاء والزملاء والأساتذة بالنقد والتقريظ، لم أصطنع في هذا كله إلا الإنصاف والحق. فقد يكون لي أن أتجاوز الخصومات السياسية، وأن أجعل خلاف الأحزاب دبر أذني وتحت قدمي، لأقول كلمة الحق في الأدب ليس بينها وبين السياسة والأحزاب صلة. فليطمئن خصومنا السياسيون وليطمئن أنصارنا السياسيون أيضًا، وليعترف أولئك وهؤلاء أن للعلم والأدب حقهما في الوجود إلى جانب السياسة والأحزاب، وإذا كان من الحق أن ليس للعلم والأدب وطن، فمن الحق أيضا أن ليس للعلم والأدب حزب سياسي وإذا كنت قد أخذت نفسي