للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بأن أكون حرا في النقد فلأكن حرا حقا، ولأنسى في سبيل الأدب والعلم مذهبي السياسي كما نسيت عواطف المودة والقربى ومكانة الزميل والأستاذ.

وليطمئن هؤلاء وأولئك مرة أخرة. فأنا أمقت المذهب السياسي للأستاذ عباس العقاد مقتا شديدًا وأزدريه ازدراء لا حد له١.

سأنقده وسأقول فيه كلمة الحق والإنصاف هذه، وسيكون هذا النقد وهذا الإنصاف في جريدة السياسة التي تخاصم السعديين، وتزدري سياستهم لأن السياسة إلى جانب مذهبها السياسي والحزبي مذهبًا آخر تقدسه وتجد في تقديسه ولا يفهمه غيرها من الصحف وهو حرية الرأي مهما يكن صاحبه ومهما يكن رأيه السياسي.

واعترف بأن الأدب ثقيل أحيانا، لأنه ينسيك الخصومة السياسية، ويجيب إليك خصمك السياسي كما حبب إلى أدب العقاد، وبأن السياسة ثقيلة أحيانا لأنها تنسيك القرابة الأدبية وتبغض إليك الأدب كما بغضت سياسة العقاد أحيانا أدب العقاد.

ولست أخدع نفسي, فمن الأدباء الذين يخاصمون في السياسة ويرون فيها رأيا غير رأيي من يقول في ما أقوله في العقاد، ولقد سمعت شبانا من السعديين يقولون في محكمة الجنايات، وقد خلبتهم بلاغة المحامين الذين كانوا يدافعون عن السياسة, ما أكفأهم أولاد الكلب لو لم يكونوا عدليين.

٢- معركة حول المعري:

كان "المعري" مصدر حركة أدبية بين طه حسين والعقاد عندما أصدر الأخير كتابه عن أبي العلاء.


١ تحول طه حسين إلى هذا المذهب السياسي بعد ذلك بسنوات قليلة.

<<  <   >  >>