وفصل طه حسين زكي مبارك من الجامعة فيهاجم طه حسين هجوما مرًا ويكتب تحت عنوان "لو جاع أولادي لشويت طه حسين وأطعمتهم لحمه" وجاء فيها "لقد ظن طه حسين أنه انتزع اللقمة من يد أطفالي فليعلم حضرته أن أطفالي لو جاعوا لشويت طه حسين وأطعمتهم لحمه ولكنهم لن يجوعوا ما دامت أرزاقهم بيد الله".
وتستمر المعركة بينهما طويلة لا تنتهي، ويصل فيها زكي مبارك إلى حد بعيد من الإسفاف ويرى النقاد أن هذه المعركة لها صلة بالتغريب ونفوذ المستشرقين وآرائهم وتبعية المثقفين الذين يتلقون دروسهم في السربون في ترويج آراء الغرب والإيمان بها ويقولون: إن آراء طه حسين في الشعر الجاهلي كانت آراء مسيو مرسيه وغيره, وأن زكي مبارك حين ناقض هذه الآراء إنما أراد أن يتحرر من سلطان المستشرقين الفكري والتغريبي ولذلك أغروا به طه حسين الذي فصله من الجامعة وألجأه إلى العمل في مجال آخر حتى يكون عبرة لغيره، ويرى بعض النقاد أن "الكرامة" التي حاول زكي مبارك أن يحتفظ بها إزاء طه هي التي صنعت الخصومة ويرون أن زكي مبارك تحول تحولا كبيرًا بعد هذه المعركة فهاجم آراء المستشرقين التغريبية وخالفهم وكشف عن تعمدهم في خلق الشبهات، ودعا إلى بعث أمجاد العرب وظاهر القومية العربية, ودعا إلى التعليم في الجامعة باللغة العربية، وقال النقاد: إن المستشرقين وأساتذة باريس وطه حسين يرون أن زكي مبارك رجل غير مصقول وعاق لأنه خان أمانته للتغريب والحضارة الغربية رسالة الفكر الفرنسي في تسميم الفكر العربي وهدمه والتقليل من شأنه وإثارة الشبهات حوله.
وترسم مجموعة مقالات زكي مبارك التي تضمها هذه المعركة، صورة