الإسلامية الوسطى من الإطالة والتحذلق والتخطيط إلى الطريقة البدوية الصريحة الموجزة التي تهجم بالقارئ على الغرض من أقرب الطرق وأوقعها في النفس.
ثم يحدث عن تطور اللغة في عهد عبد الله نديم ومحمد عبده فجرى هؤلاء بالعربية شوطا بعيدًا وعملوا على نشرها بين آحاد الشعب فزادوا في تذوقهم اللغة الصحيحة وتبع ذلك تحسن كثير في اللهجة العلمية.
وبينما اللغة تسير سيرًا طبيعيًا "بطيئًا" في هذا الدرب إذا برأي ارتآه بعضهم وعده شرطا أوليا في إنهاض الأمة من الناحية الأدبية، وذلك بإشراكها في كل ثمرات العقول مؤداه توحيد لغتي الكلام والكتابة بالاعتماد على اللغة العامية مستندا في إبداء هذا الرأي على ما حدث لجميع أمم العالم من اتخاذ لهجة الكلام في كل منها لغة للأدب والعلم والدين معا. وإهمال اللغات الرئيسية التي اشتقت تلك اللهجات منها فثار على هذا الرأي بعض الكاتبين وعاونهم العامة أنفسهم بالتقزز منه. وكان السائق إلى هذا الإجماع المحافظة على لغة القرآن وحمياتها من التدهور فيحال بين الناس وبين كتابهم السماوي المعجز. وما هي إلا بضع عشرة مقالة حتى قبع صاحب هذا الرأي في كسر مكتبه ولم يجرؤ على استئناف البحث فيه١.
ثم شرح الوسائل إلى تقريب الشقة بين لغة الكتابة ولغة الكلام وهي حروف الكتابة وحروف المطبعة على وجه يكفل عدم اللحن ووجوب النظر في إصلاحها بواسطة جماعة من كبار أهل البصر. ويستند إليهم ابتكار طريقة صالحة لأن يقرأ بها قراءة صحيحة بدون اللجوء إلى معاجم اللغة فإذا كتبت هذه اللغة بحروف تمثل النطق بكلماتها.
ثم قال: هذا الداء الناجز الذي فتك باللغة العربية ومزقها شذر مذر
١ يشير الكاتب إلى مقالات لطفي السيد في الجريدة عام ١٩١٣.