للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كاملين طالعت الناس بعدهما بمقالك الذي صدرته بما هو ديدنك من التفاخر والزهو إذ قلت:

"عني وعني وحدي خذوا النبأ الصادق، وعندي وعندي وحدي الحجة الصحيحة والبرهان الصادق" ومننت فيه على كل شرقي وعربي "هكذا" بأنك أول من نبه العرب إلى كتاب نزهة المشتاق في اختراق الآفاق وزدت المن منا على مصر شعبا وحكومة بتصويرك إياه بالفوتوغرافيا لإهدائه إلى دار الكتب.

فلما انبرينا لنفند هذه الدعوى، وأثبتنا بالدليل المقنع والحجة البالغة أن الكتاب طبع بالعربية بحاضرة روما عام ١٥٩٢ أي قبل عثورك عليه بثلاثمائة سنة رأينا قلمك الندي قد ذبل عوره وانقطع سيله وعدت لا تحبر جوابا.

فلست أدري لماذا لا يرى شيخ العروبة الخير والصواب إلا في ملاحقة كل كاتب باحث بدعاوي التفوق وتعقبه بصنوف المن والتعبير والتكدير والتحذير؟ بل لا أدري لماذا يلذ له أن يصلح بغيره ما هو به ألصق؟ فهل جهل أو تجاهل؟ إن من أمارات العلم الصحيح أن يكون زكي النفس قبل أن يكون عالما وأن يقصد بعلمه هداية غيره في تواضع وإنكار للذات.

<<  <   >  >>