رابعًا: أن لا يحول الكلام الذي يريد نقده أو نقله عن مجراه ولا يرمي به إلى غير معناه.
هل يسمح لي الأستاذ مسعود بخامسة الأماني!
إني أتوسل إلى الأستاذ مسعود باسم الرشاقة واللباقة واللياقة بحق اللطانة والطرافة والظرافة أن يرحمنا من الألفاظ العويصة المقفرة الجوفاء فيميل بنفسه إلى السلاسة في التعبير وهو عليها قدير, وإلى الكياسة في نظم الكلام.
وهو فيها أستاذ بل "إمام" فيعود بنا إلى ما تعودناه عنه مما تقبله الأسماع وترضاه الأذواق، ففي اللغة سعة وفي مخزون صدره كفاية وكفاءة.
فليس كل القراء مثل الشنقيطي والزمخشري وابن الزبعرى، يا أستاذ ولا سيما قراءة الجريدة اليومية.
فارحمنا يرحمك الله من براعة الافتتاح التي صدرت بها كلمتك أمس عن الطرطوشي وهو قولك:
"لأشاغيل طرآنية".
يا ستار! يا ستار! لعن الله هذه "الأشاغيل" التي شغلتك مشاغلها فأوقعتنا في صحراء الحيرة وأرجعتنا رغم أنوفنا إلى قعر القاموس.
أنا لا أقول فقط إنها خطأ، بل هي عين الصواب وكل الصواب ولكن الذوق شيء غير الذي في الكتب.
يا ستار! يا ستار! من تلك الطرآنية التي طرأت عليك فطرقت أسماعنا بالمرزبة المفردة ولك مقامع الحديد.
يا ستار! يا ستار! من هذا التركيب الذي لا يفهمه أحد من ألف أو مائة ألف, والحقير كاتب هذه السطور داخل في غمار هذا "المليون".
أشاغيل طرآنية ... اعمل معروف يا مسعود واتركها للقصيدة الطنطرانية.