للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ويقول الدكتور: إنه إنما كتبها وجمعها ونشرها لأنه يريد أن يطلع قراء اللغة العربية "على نحو من أنحاء الأدب الغربي، ولأنه يرغب أن يكون بهذه القصص وما فيها من الآراء الفلسفية والمذاهب المختلفة أثر في نفوس الأدباء والذين يمنون منهم بالتمثيل العربي.

وللقارئ أن يسأل: لماذا يؤثر الدكتور "نحوا" آخر من أنحاء الأدب الغربي وليس هذا كل ما فيه ولا هو خيره. لماذا عني على وجه الخصوص بقصص الزناة والزواني وبحكايات الجهاد -كما يقول هو- "بين العواطف والشعور من جهة وبين العقل من جهة أخرى. بين العواطف والشعور الفردية من ناحية وبين القانون والأوضاع الاجتماعية من ناحية أخرى. بين العواطف وبين الواجب. وبين العقل وبين الدين، ثم بين القانون وبين الدين أيضا

ألا ترى أن صنيعه في اختيار هذه القصص كصنيعه في اختيار من كتب عنهم من العباسيين؟ فكما أنه ترك أبا تمام والبحتري والشريف ومهيارًا والمتنبي والمعري في فحولة شعراء العرب وفضلائهم ووقع على أهل المجون والخلاعة والاستهتاك، كذلك لم ينتق من كنوز الأدب الغربي إلا هذه القصص الحافلة بضروب "الآثام والمنكرات".

ونحسب الآن أن نزعة الدكتور قد صارت ملموسة باليد فهل لها تعليل؟ هل في وسع الكاتب منا أن يبين لماذا كان الأمر كذلك والحال على ما وصفنا للقراء، نعم والعلة ظاهرة والكلام حاضر١.


١ لم يدخل الدكتور طه في مناقشته من المازني صراحة وصمت. صمت صمتا طويلا وانتظر مجالا آخر للرد عليه وكان بعد سنوات طويلة.

<<  <   >  >>