الغربية وهو إنما أخطأ الفهم؛ لأنه أخطأ الذوق، أو هو إنما أخطأ الذوق؛ لأنه أخطأ الفهم.
ولكن الأستاذ الرافعي معذور على كل حال فما كان له أن يحكم فيحسن الحكم دون أن يفهم ويذوق وهو قد يخطئه الفهم والذوق أحيانا فتخطئه الإصابة في الحكم.
ونظن أن للأستاذ الرافعي حظًا من الإنصاف وأنه يرى هنا أن بعض أنصار المذهب الجديد أو الذين يسمون أنصار المذهب الجديد قد أخذوا من اللغة العربية وآدابها بحظ لا بأس به وإن قوتهم في اللغة الأجنبية وآدابها لم تحملهم على أن يضيعوا حظهم في اللغة العربية وآدابها.
إذن فانتصار هؤلاء لمذهب جديد ليس ضعفا وليس اعتذارًا لأنفسهم وليس تعصبًا للأدب الأجنبي الذي تفوقوا فيه.
نسمح لأنفسنا بأن نزعم أن لنا في هذه اللغة التي نتكلمها ونتخذها أداة للفهم والإفهام حظًا يجعلها ملكا لنا ويجعل من الحق علينا أن نضيف إليها ونزيد فيها كلما دعت إلى ذلك الحاجة، أو قضت ضرورة الفهم والإفهام أو كلما دعا إليه الظرف الفني لا يقيدنا في ذلك إلا قواعد اللغة العامة التي تفسد اللغة إذا تجاوزناها.
ولولا هذا ولولا أن اللغة ملك لأبنائها يضيفون إليها، ويدخلون فيها لما نمت اللغة وعاشت، ولما استطاعت أن تفي بحاجات أهلها التي تتجدد وتتنوع.
والرافعي ... يسرف في سوء الظن بأوربا وأمريكا وفي سوء الحكم