للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المستقبل البعيد لغة هذا العصر أفلا يقولون أننا كنا في الجيل العشرين: عصر السيارات والترام والطيارات بدوا رحلا رافقنا الوحش في سكنى مراتعها وخالفناها بتقويض وتطنيب كما يقول المتنبي.

لا تكون لغة أمة حية إلا إذا انطبقت على حياة تلك الأمة التي تستعملها وما استعمال لغة البداوة في عصر الحضارة إلا من قبيل إنزال الشيء في غير محله.

٢- تطور اللغة في ألفاظها وأساليبها؛ خليل سكاكيني ١:

كان الناس قبل هذه النهضة الأخيرة: لو سار السوري في مصر أو المصري في سوريا لا يسير إلا بترجمان.

مما أولع به أصحاب المذهب القديم إلى يومنا هذا تكرار الكلام في غير مواطن الكدار والإسراف في استعمال الترادفات على غير حاجة إليها ولا فادئة منها، فهم لا يأتون بكلمة إلا اتبعوها بمرادفاتها.

بل أستأذن القارئ الكريم في تقديم مثل على ذلك من رسالة أمامي لكاتب كبير قال: "يا إخواننا! إن الصارخة القوية والنعرة الجنسية قد بدأت في الأقوام ونشأت مع الأمم مذ الكيان ومنذ وجد الاجتماع البشري وتساكن الإنسان مع الإنسان. وأن هذه النعرة الجنسية والحمية القومية، وإن عم أمرها جميع الأمم ولم يخل منها عرب ولا عجم، فقد اختص منها العرب بالشقص الأغر والحظ الأكمل" وهذه العبارة لشكيب أرسلان.

وسبب ذلك هو إما قلة البضاعة أو نزارة المادة الفكرية وأصحاب هذا


١ مقالات نشرها في السياسة اليومية خلال "أكتوبر، نوفمبر، ديسمبر سنة ١٩٢٣".

<<  <   >  >>