للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولكن أحمد أمين لم يكن أديبا، وإنما كان موظفا مخلصا لواجب الوظيفة لا يرى ما عداها من الشئون ثم قال طه حسين: كن أديبا فكان.

إن هذا الرجل أراد أن يؤرخ العصر العباسي من الوجهة الأدبية فجعله عصر معدة لا عصر روح وشاء له أدبه أن يختص البصرة بحكم من أحكامه القاسية فزعم أنها "نقابة الطفيليين" فهل خطر في بال هذا الباحث المفضال أن البصرة عرفت أكرم أنواع نكران الذات حين كانت مبدأ لإخوان الصفا.

لو أن أحمد أمين كان يدقق لعرف أن البصريين لم يصلوا إلى ذلك إلا لقوة الروح فكيف شاء له هواه أن يجعلهم أصحاب معدات! لو أن معدتي كانت كما أحب من القوة والعافية لأكلت لحم الأستاذ أحمد أمين وأرحت الدنيا من أحكامه الجائرة في الأدب والتاريخ.

ولكن الدهر حكم بأن أكون من أصحاب الأرواح فلم يبق لي في محاسبته غير شيطنة الروح وفي الأرواح شياطين.

٦- يشهد١ الأستاذ "أحمد أمين" على نفسه فيقول:

"أين الشعر العراقي الذي تجد فيه الشعراء يتغنون بمناظر العراق الطبيعية ويضعون فيه أحداثهم الاجتماعية. وأين الشعر الشامي أو المصري أو الأندلسي الذي يشيد بذكر مناظر الطبيعة وأحوال الاجتماع للشام ومصر والأندلس, إنك تقرأ الشعر العربي فلا تعرف إن كان هذا الشعر مصري أو عراقي أو شامي إلا من ترجمة حياة الشاعر, أما القالب كله فشيء واحد،


١ الرسالة ٢٤ يوليه ١٩٣٩.

<<  <   >  >>