١١- الثقافة العربية والثقافة الفرعونية، زكي مبارك ١:
مصر اليوم لغتها العربية ودينها الإسلام، فمن يدعوها إلى إحياء الفرعونية يدعوها أيضًا إلى نبذ اللغة العربية أو يدعوها إلى اعتقاد أن اللغة الغربية لغة دخيلة. ويدعوها أيضًا إلى أن تذهب مذهب الفراعنة في فهم الأصول الدينية.
نحن اليوم في عهد انتقال ومن الواجب أن تكون خطواتنا رشيدة موفقة وليس من الرشد والتوفيق أن نمكن المترددين من المضي في غيهم، والمترددون في مصر هم الحيارى الذين لا يدرون مكان القومية المصرية فهم تارة فراعنة وتارة عرب.
واللغة العربية هي لغة المصريين وكيف لا تكون كذلك وقد كانت أداة التفاهم في وادي النيل نحو ثلاثة عشر قرنا وقد يصعب على الباحث أن يثبت أن المصريين في عهود التاريخ ظلوا يتكلمون لغة واحدة في مثل هذا المدى من الزمان.
ونحن حين نتكلم العربية وندين بالإسلام لا نحتاج من يذكرنا بأننا عرب، فنحن عرب لغة ودينا ولكننا مصريون وطنا والذي يطالبنا بغير ذلك إنما يكابر في الواقع وقد كان مفهوما منذ أزمان طويلة أن مصر لها وجود خاص وتاريخ العرب حافل بشواهد هذا القول. والمصري لا يمتنع من القول بالوحدة العربية.
وهذه الوحدة تتمثل اليوم في الصلات الأدبية التي تجمع بين مصر وبين المغرب والشام والحجاز واليمن والعراق. أما الوحدة السياسية فأمل ضعيف.