لن نجادله دينيا لأننا لو طرقنا معه باب الدين فقد كفر لمجرد قوله "إن محمدًا شرع للناس واستثنى نفسه" ص١٣ من رسالته.
فهو بهذا القول ينكر الوحي وينكر العصمة ويؤكد أن محمدًا هو واضع الشرع.
نحن نريد أن نتجرد عن صفتنا الدينية مؤقتا لنثبت بالعلم القديم والحديث وبالأدلة العقلية والمنطقية جهله وتعديه حقوقه وعبثه بحرية القول والفكر والاعتقاد.
يقرر منصور فهمي في فاتحة رسالته أنه أنشئ مسلما في وسط إسلامي وأنه قصد باريس ففتح عليه بإرشاد العلامة ليفي الإسرائيلي فظهرت فيه المؤثرات السعيدة فدون هذه الرسالة التي بحث فيها في حالة المرأة في الإسلام.
ألا يعلم حضرته أن العالم الحقيقي إذا أراد البحث والاستقصاء عن أمر من الأمور ذهب إلى مصدر الأمر واستقصى الحقيقة من نبعها الأصلي حتى إن دارون القائل بمبدأ التطور والنشوء لما أراد التثبت من مبدئه طاف جزر المحيط الهندي الخصيب منها والمجدب ليقف على طبائع ما يوجد فيها من أنواع المخلوقات.
كذلك علماء الاجتماع الذين جعلوا همهم درس شئون الأمم والشعوب المختلفة لم يقولوا برأي من الآراء دون الذهاب إلى أوطانها ودرس أحوالها من قرب.
فغريب جدًا من منصور فهمي الشرقي المصري المسلم أن يترك الوسط الإسلامي، وسط علماء الأزهر ووطن جلال الدين السيوطي وابن تيمية والشافعي ويذهب إلى باريس مقر الحاخام ليفي الإسرائيلي للبحث عن حقائق