للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مضحك إذا نظرنا إليه نظرة عامة، ولكن هذا الحديث خطر لأنه يلقي في روع الشباب بعض الحضارة الأوروبية التي يعرفونها فتثبط هممهم وتضعف عزائمهم.

"تمجيد الحضارة الأوروبية والسخرية بالتراث الإسلامي".

١- ساطع الحصري ١:

إن المسألة التي يفتتح بها الدكتور طه أبحاث كتابه تتلخص في السؤال الآتي:

هل يوجد فرق جوهري بين العقل المصري والعقل الأوروبي؟

أما الحكم الذي يصل إليه فهو: كل شيء يدل على أنه ليس هناك عقل أوروبي يمتاز عن هذا العقل الشرقي الذي يعيش في مصر وما جاورها من بلاد الشرق القريب "ص٢٨" فمهما نبحث ومهما نستقصي فلن نجد ما يحملنا على أن نقبل أن بين العقل المصري والعقل الأوروبي فرقا جوهريًا "ص٢٩".

وإني أشارك الدكتور طه في هذا الحكم الصريح مشاركة تامة.

ومما يجدر بالملاحظة أن مغالاة المؤلف في تشبيه المصريين بالأوروبيين وإنكار وجود الفروق بينهما لا تنحصر في هذه القضية وحدها بل تتعداها إلى أمور أغرب منها؛ إذ إننا نراه يدعي عدم وجود فروق بينهما من حيث الطبع والمزاج أيضًا.

فهو عندما يصرح بأنه "لا يخاف على المصريين أن يفنوا في الأوروبيين".


١ الرسالة ٢٤ يوليه ١٩٣٩.

<<  <   >  >>