للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لا نريد غير الوحدة القومية للتشريع وغرضنا للتشريع ولا نريد أن يكون في تصرفاتنا العامة مظهر لغير القومية وغير الامتزاج الحقيقي لجميع عناصر الوحدة المصرية.

فكوا عنا تلك الأغلال التي تريد أن تقيد فكرنا وعواطفنا وتقيد أعمالنا بدعوى أنها منزلة خالدة.

محمد هلال الإبياري؛ مدنية القوانين جميعا ١:

كيف يعقل أن يكلف أهل الأديان عامة في قطر من الأقطار أن يدعوا عقائدهم وأديانهم جانبا ونلزمهم باستبدالها بقوانين وضعية يستنبطونها بعقولهم وأفكارهم مع ما يعلمه كل واحد منا من أن العقول البشرية لا يمكنها أن تستقل وحدها بعلم المصالح والمفاسد التي يربط بها الشقاء والسعادة.

كان على الأستاذ أن لا يخاطر بالأديان هذه المخاطرة وأن لا يغامر بها هذه المغامرة حتى يدعو الناس إلى هذه التجربة الخطيرة فيدعوهم إلى التخلص من دياناتهم لمجرد ظنه أنها قيود عتيقة تقيد العواطف والأفكار بدعوى أنها منزلة خالدة.

هذا هو ما يقوله في ترويج تلك التجربة الخطيرة مدعيا أن من وراء العمل بها إسعاد الأمة وحفظ الوحدة وهو خيال إذ لو تجرد الناس عن أديانهم والتجئوا إلى ما توحيه إليهم عقولهم من السبل والوسائل في التشريع لأصبحت الأمة في فوضى خلقية.

ويئن الأستاذ ويتضجر من الأديان ويجعلها قيودا ثقيلة ويطلب إلى الأمة التخلص منها ويقرر أن كونها منزلة خالدة دعوى من الدعاوي.


١ الأهرام ٧ يونيه ١٩٣٢.

<<  <   >  >>