ولم تشهده فكيف أقدمت عليه قبل أن يتجلى لك، وإذا سوغك تتطاولك أن تسميه هجوما فكيف وصفته متسرعا بالإثم فكنت الآثم بما وصفت.
وتزعم أن الخطابات قد كثرت عليك في تحقيق ما ادعيته علي من حق الشيخ المرصفي وأنا أجزم قاطعًا وأحلف غير حانث، أنه لا خطابات، وتقول: وكنت -أي لولا تلك الخطابات- قد أغفلت هذا الموضوع عن عمد، لأن الأستاذ السباعي له علي حقوق" وما كنت أفهم إلا أن تلك الحقوق هي حقوق الصداقة، فإني لا زلت بها حفيا وعليها حريصا، ولكنك جعلتها يا صديقي "إنني كنت دائما من أنصارك" وليس لمثلي أن ينخدع بخدعة الصبي هذه تسوقها إليه، فالحقيقة المرة التي أسمعك إياها الآن بعد أن طغيت زمنا ولم ترد، إنك ما كنت في يوم زعيما في الأدب حتى يصح أن يكون لك أنصار. وإنما زعامتك نسج عنكبوت حكته من حولك وتركك الناس تلهو به وتلعب، ثم زدت هذه العلة أخرى تقول فيها "ولأن مقام الشيخ المرصفي أقوى من أن يهدم بكلمة جارحة تساق إليه في إحدى المحاضرات وأني أحذرك جريئا على تحذيرك إن كنت تريدها خصومة أدبية بيني وبينك أن تترك الآن الشيخ المرصفي فإن التحكك به لن يغني عنك في الموضوع شيئا، وإذا ما صفي الحساب بيننا عدت أبين لك أن مكانة الشيخ المرصفي لا تعلو في النقد، وأن الذي يصفه ببعض ما وصف به المبرد لا يكون قد عدا الحقيقة ولا تعدى على السلف الصالح، فإن المبرد على أي حال أعلم من المرصفي علما وآدب منه أدبا، ثم هو أدخل في السلفية الصالحة دخولا.
"وأشار إلى ما ذكره زكي مبارك من سكوت الأزهريين على الانتصار للمرصفي" ثم قال: إن عبارتك هذه من باب الاستعداد الذليل والملق الرخيص الذي ينقص منك ولا يزيد فيك, وقد فاتك أن الأزهريين