من جرأته أطيب الثناء، مما هو ظاهر في بطلانه وسخفه الذي لا يخفى على طالب علم بله حكيم الإسلام، ومكمل تربية الأستاذ الإمام.
بهذا أجاب الأستاذ الشيخ مصطفى عن المقارنة بين رد السيد "جمال الدين" على رينان سنة ١٨٨٣ وبين سائر محرراته حتى رده على الدهريين الذي كتبه سنة ١٨٨١ وهذا سر ذلك التدفق التاريخي الذي أشرنا إليه في فاتحة هذه الكلمة. ولكن المعروف من تاريخ السيد الحكيم ومن محرراته سنة ١٨٨٣ وما بعدها أنه لم يزد بعد إقامته في أوربا وباريس خاصة إلا استمساكا بعروة الإسلام الوثقى ودفاعا عنه ودعوة إلى النهضة الإسلامية المدنية بهدايته العالمية وخلاصة المحاضرة أن فيلسوفي الشرق والغرب "جمال الدين ورينان" قد اتفقا على إثبات عداوة الدين للعلم والعقل وحرية الفكر لا فرق بين الإسلام وغيره، ونحن نرى التعارض تامًا بين هذا الرد الذي استخرجه لنا صاحب هذه المحاضرة من ترجمة ألمانية عن ترجمة فرنسية لم يرها عن أصل عربي مفقود وبين سيرة ومكتوباته ومما روى الثقات عنه من أول عمره إلى آخره حيث كان في الأستانة يختلف إليه العلماء والكتاب فأي الأمرين نرجح؟
إننا نجد فيما لخصه صاحب المحاضرة "مصطفى عبد الرازق" عن رد السيد جمال الدين على رينان جملا أخرى تحول دون صحة النتيجة التي استنبطها من مجموع الرد وقد يؤيدها في ذلك جملة من تلخيص رد رينان على السيد.
٣- ثم فصل الشيخ رشيد رضا رأي مصطفى عبد الرازق فقال:
إن الأستاذ الشيخ مصطفى عبد الرازق قد استنبط مما فهم من كلام السيد