ولا أحب لك أن تجحد "أبوة الأزهر" إلى الحد الذي آراه منك، قد تقول: إني أريد الجد في الأمر وإني أريد إصلاحا لا هوادة فيه فهل يهذا العبث وتلك الدعاية تصلح الأزهر.
الأزهر والنحو؛ زكي مبارك ١:
قدمت لصديقنا الأستاذ عبد الله عفيفي طائفة من الأغلاط التي وقعت في كتابه وكانت الأغلاط تنقسم إلى قسمين: أغلاط بسيطة وأغلاط جوهرية، أما الأغلاط البسيطة فقد أشرت أنها وقعت من الطابع أما الأغلاط الجوهرية فقد نبهت عليها في رفق وعطف. فجاء الأستاذ وتجاهل الأغلاط الجوهرية.
وكان من واجبه أن يقدم إلينا كلمة ثناء رعاية للجهد الذي بذلناه في تصحيح كتابه.
لقد استبحت لنفسك أن تسلك معنا سبيل السخرية في جوابك فما رأيك لو استبحنا لأنفسنا ما استبحت لنفسك، ولكنك أعز علينا من أن نروض القلم في السخرية منك.
أما بعد فمن كان يظن أننا سنلقي درسا في النحو على فضيلة الأستاذ عبد الله عفيفي, تلك والله أعجوبة الأعاجيب, فالأستاذ لا يزال يحمل العمامة, ومثل الأستاذ عبد الله عفيفي إذا دخل الأزهر وقفت لقدومه قواعد النحو صفا صفا، فكانت المنصوبات في جانب, والمرفوعات في جانب وقد تصدمه المجرورات من شماله إذا دخل إليها من الباب الذي كان يسمى باب المزينين.
وأراد الأستاذ عبد الله عفيفي أن يتظرف -وهو والله ظريف- فقص