كان رد طه حسين هو نشر فصل من كتابه "مستقبل الثقافة" الذي وصفه بأنه "كتب وطبع قبل مقال الأستاذ الحصري" وهو يتناول دور مصر في الثقافة بالنسبة للأمم العربية وقد رد عليه ساطع الحصري ردًّا أوردناه في معركة كتاب مستقبل الثقافة في هذا السفر.
وفي هذه الفترة طلب فؤاد مغبغب، رئيس تحرير مجلة "زهرة المشرق" من الدكتور طه حديثا عن الوحدة العربية وذلك صدى لتصريحاته لمجلة المكشوف لنشره في العدد الأول من مجلته الذي صدر في أول يناير ١٩٣٩ وقدمه بهذه المقدمة:
كانت المشاكل الشرقية التي نشأت من أثر الحرب العظمى واحتكاك الشرقيين بالغربيين من جرائها والعوامل التي أوحت إلى فريق من شباب العرب بفكرة الوحدة العربية. ولم يستطع القائلون بها أن يوضحوها الإيضاح الكافي.
وقد غلا بعض أنصار هذه الفكرة في تصويرها حتى لقد جعلوا منها عقيدة يدينون بها ويتهمون كل من يعارضها بنقص في وطنيته وقوميته، وأعلن طه حسين "أنه من أنصار الوحدة العربية في الثقافة، ولكنه يعارض الوحدة العربية السياسية". ولما كان الرأي الذي أبداه مجملا وكان القراء يهمهم الإيضاح في هذا الموضوع فقد طلبنا منه أن يتحدث في هذا الأمر بتوسع.
قال الدكتور طه:
لست أفهم كيف يختصم الناس في هذه المسألة؟ أو كيف يجعلونها موضوعا للحوار؟ فهي في نفسي أوضح وأجلى:
"الأمم والشعوب التي تتكلم هذه اللغة مضطرة سواء أرادت أم لم ترد وحدة الثقافة، ومعنى وحدة الثقافة وحدة العقل فيما أظن، فإذا أضفت إلى ذلك أن هذه الشعوب لا تشترك في اللغة وحدها وإنما تشترك معها في الدين أيضا فكثرتها مسلمة وقلتها مؤمنة بالديانتين السماويتين الأخريين كان ذلك داعيا إلى اشتداد ما يجب أن يكون بينها من التقارب.
إذن ففيم يمكن أن يكون الخلاف؟ وفيم يمكن أن يكون الجدل؟ في أمر