للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

"حديث الأربعاء" ففي ذلك المقال تعريض قبيح بالأستاذ حلمي عيسى.

وما أعيبه على الدكتور طه حسين أعيبه على نفسي، فقد أثبت في الطبعة الثانية من كتاب البدائع فضلا دميما عن "طه حسين بين البغي والعقوق" وهو فصل عانيت من شئومه ضروبا من العقابيل، وعرضني لمكاره ومتاعب لم أدفع شرها إلا بنضال عنيف.

ومن أعجب العجب أن يكون عباس العقاد أقدر على ضبط النفس من زكي مبارك وطه حسين.

وقال زكي مبارك: إن عيب العقاد وعيب المازني في الغرام بالسجع والاذدواج عيب مغفور، لأن هذين الكاتبين لم يكونا إلا شاعرين ضاق عنهما نظام القريض, وإن غرام المازني بالشرح والتفصيل فيما يعرضان له من دقائق الشئون يرجع إلى أنهما ابتدءا حياتهما الأولى باحتراف التدريس، والتدريس يوجب التفكير في تفهيم الأغبياء قبل التفكير في مسامرة الأذكياء ولعل هذا هو السبب في اهتمام طه حسين وأحمد أمين بالطواف حول هوامش الكلمات.

رأي مبارك في كتاب "المختار" للبشري ١:

إنه كاتب على الطريقة البشرية، كاتب يذكرك في كل سطر بأنه أديب يتصيد الأوابد من مجاهيل القاموس واللسان والأساس.

الكاتب الحق الذي يشغلك بنفسك ويوجهك إلى مصيرك المنشود ويفرض عليك درس غرائزك وأهوائك.

والبشري رجل صخاب ضجاج يدق الأجراس الضخام حين يدخل الغابة


١ الرسالة ٢٠ يناير ١٩٥١.

<<  <   >  >>