الرد على الدكتور طه ١؛ بقلم عربي "مجلة زهرة الشرق":
الدكتور طه حسين بالرغم من كتابه في الرد على الصحفي علي العراقي على دفعتين وفي كل دفعة يتراجع قليلا في العرض دون الجوهر، لم يصارح الرأي العام العربي في هذا الأمر بل جعل المغالطة أساسًا لرديه حتى جاء الردان كالصفر على الشمال.
يؤمن الدكتور طه بوحدة الثقافة بين العرب ويضع اللغة أساسًا لهذه الوحدة وهو قول لم يناقضه فيه أحد من العالمين، ولكن الدكتور لا يؤمن بالوحدة السياسية وهذا بيت القصيد وموضع المغالطة؛ إن الدكتور يعلم أن أوربا قسمت ممالكها بعد الحرب العظمى تقسيمًا سياسيًا بمقتضى اللغة وحدها، لأنها جعلت أساسًا للعنصرية وهو يعلم أيضا بأن الدنيا كادت تتحول إلى براكين في الخريف الماضي من أجل إلحاق بقية الألمان والذين يتكلمون الألمانية بأمهم. وقد فازت نظرية العنصرية على أساس اللغة.
والعرب لا يتطلبون إلغاء استقلال مصر وضمها إلى العراق أو ضم سورية إليها برئاسة الحجاز وإنما يدعون إلى وحدة تشبه الوحدة الألمانية السابقة أو الولايات المتحدة. وأمر الوحدة هو المثل الأعلى لكل أمة خصوصًا إذا كانت في رد الدكتور أنه لا يستطيع الإشارة إلى هذه البديهيات ولكنه يحاول أن يوهم أن الوحدة العربية تقضي على تاريخ مصر القديم وهذا النوع من المغالطة لم نسمع به من قبل، فلماذا لا يقول السوري: إن وحدة العروبة تحاول إلغاء تاريخي القديم وأمجادي التاريخية؟