للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عليه وسلم بما لا يدع مجالا للإيهام أو الشك. فنص في الأحاديث على أنه يزوى بعض النار على بعض. وفى بعضها "إنه لا يظلم من خلقه أحدا" فيبعد هذا احتمال أن وضع القدم فيها زيادة سكانها، وأن يدخل فيها أحدا من خلقه من غير ذنب. وليس بعد هذا الإيضاح بيان والله أعلم.

(١٦) الاستواء:

يذهب ابن حزم إلى نفي كون الاستواء صفة، لأن الله تعالى لم يسم نفسه مستويا، ولا يصح أن يسمى الله تعالى بما لم يسم به نفسه، لأن هذا إلحاد في أسمائه، ثم إن الأمة مجمعة على أنه لا يدعوا أحد فيقول يا مستوى ارحمني، ولا يسمى ابنه عبد المستوى (١) ثم رد على من استدل بقوله تعالى: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} (٢) على أن الله تعالى في مكان دون مكان، بما رد به على من قال: إن الله في كل مكان. بقوله: إن من هو في مكان فهو شاغل له وما كان في مكان فإنه متناه بتناهي مكانه فهو ذو جهات وهذه صفة الأجسام. (٣)

وقد رد ابن حزم أيضا على من يقول: إن استوى بمعنى استولى (٤) وعلى من جعله صفة ذات، ومعناه نفى الاعوجاج. (٥)

ثم ارتضى في معنى الاستواء على العرش القول بأنه تعالى: فعل


(١) انظر الفصل (٢: ١٢٣، ١٢٤).
(٢) سورة طه آية (٥).
(٣) انظر الفصل (٢: ١٢٢، ١٢٣).
(٤) انظر الفصل (٢: ١٢٣).
(٥) انظر الفصل (٢: ١٢٣، ١٢٤).

<<  <   >  >>