للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

على خلقه وبينونته منهم، واستوائه على عرشه في سمائه دون أرضه وخلقه، وهذا مذهب السلف عامة فهم يثبتون لله تعالى ما أثبته لنفسه وأثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم من غير تكييف ولا تمثيل، ولا تحريف ولا تعطيل.

روى عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن شيخ مالك (١) رحمهما الله لما سئل عن قوله تعالى: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى}. (٢) قال: "الاستواء غير مجهول والكيف غير معقول ومن الله تعالى الرسالة، وعلى الرسول صلى الله عليه وسلم البلاغ وعلينا التصديق (٣).

ويروى أيضا جواب مالك عن هذا السؤال بقوله: "الكيف غير معقول والاستواء منه غير مجهول، والإِيمان به واجب والسؤال عنه بدعة". (٤)


(١) هو أبو عثمان ربيعة بن أبي عبد الرحمن فروخ مولى آل المنكدر التيميين "تيم قريش" وهو المعروف بربيعة الرأي، أدرك جماعة من الصحابة رضي الله عنهم وعنه أخذ مالك بن أنس وغيره وكان فقيه أهل المدينة. قال عنه مالك ذهبت حلاوة الفقه منذ مات ربيعة الرأي. وقال سوار بن عبد الله القاضي ما رأيت أحدًا أعلم من ربيعة الرأي. توفي سنة ١٣٦ من الهجرة. انظر وفيات الأعيان (٢: ٢٨٨ - ٢٩٠)، ميزان الاعتدال (٣: ٤٤)، شذرات الذهب (١: ١٩٤).
(٢) سورة طه آية (٥).
(٣) العلو للعلي الغفار للذهبي ص (٩٨)، اجتماع الجيوش الإِسلامية ص (٧٥)، وانظر شرح حديث النزول لابن تيمية ص (٣٢).
(٤) الرد على الجهمية للدارمي ص (٢٧)، التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد لابن عبد البر (٧: ١٣٨، ١٥١)، عقيدة السلف وأصحاب الحديث للصابوني ضمن مجموعة الرسائل المنيرية المجلد الأول (١: ١١٠، ١١١)، العقيدة الحموية لابن تيمية ضمن المجموعة الكبرى (١: ٤٤٣)، نقض المنطق له ص (٣)، وانظر العلو للعلي الغفار للذهبي ص (١٠٤)، اجتماع الجيوش الإِسلامية ص (٨١).

<<  <   >  >>