للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فهو تبارك وتعالى وحده فوق المخلوقات فلا شىء من مخلوقاته يحصره أو يحيط به بل هو العالى عليها والمحيط بها يقول صلى الله عليه وسلم "إنكم سترون ربكم كما ترون هذا القمر لا تضامون في رؤيته ... الحديث. (١)

وقد شبه صلى الله عليه وسلم رؤية الله تعالى برؤية القمر وهو في جهة العلو من الرائين.

ويقول صلى الله عليه وسلم في الحديث الآخر: "إنكم سترون ربكم عيانا". (٢)

وفى هذا إثبات للرؤية البصرية التي لا تتم إلا على ما كان في جهة من الرائى.

وقد ذكرنا الكثير من أدلة علو الله على خلقه، وليس في إثبات أن الله في جهة العلو قدح في تنزيهه لأنه أثبته لنفسه وأثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم ثم إن جهة العلو هي أشرف الجهات وأكملها "وكل كمال ثبت لموجود من غير استلزام نقص فالخالق تعالى أحق به وأكمل فيه منه". (٣)


(١) صحيح البخاري (١: ٧٦، ٧٧، ٧٩)، (٣: ٨٥)، (٤: ٢٠٠). وانظر صحيح مسلم (١: ١٦٣ - ١٦٧)، (٤: ٢٢٧٩، ٢٢٨٠)، سُنن أبي داود (٤: ٢٣٣)، سُنن الترمذي (٤: ٦٨٥ - ٦٨٩، ٦٩١، ٦٩٢)، سنن ابن ماجة (١: ٦٣، ٦٤)، (٢: ١٤٥٠، ١٤٥١)، مسند الإِمام أحمد (٣: ١٦)، (١٣: ٤).
(٢) صحيح البخاري (٤: ٢٠٠).
(٣) رسالة في إثبات الاستواء والفوقية لأبي محمد الجويني ضمن المجموعة المنيرية المجلد الأول (١: ١٨٥)، رسالة الإرادة والأمر لابن تميمة ضمن المجموعة الكبرى (١: ٣٨٢)، قاعدة في صفة الكلام له ضمن المنيرية المجلد الأول (٢: ٨١)، موافقة صحيح المنقول له (١: ١١٩)، انظر كتاب بيان المعاني في شرح عقيدة الشيباني ص (٥/أ)، رسالة التوحيد لمحمد عبده ص (٣٣، ٣٤).

<<  <   >  >>