للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

للمعارف الأولى في الفقه في الصلاة فرائضها ونوافلها.

ثم ارتياده مجالس العلماء لطلب الحديث في المساجد مما يبعد جهله بتحية المسجد. والأخذ بهذه الرواية يؤدي حتمًا إلى القول إنه لم يدخل المسجد قبل ذلك، أو لم يدخله إلا قليلًا، ولم يصل جماعة وهذا غير معقول بالنسبة له أن يجهل ذلك وقد بلغ السادسة والعشرين.

يقول أبو زهرة: "وإنَّ الخبر في ذاته يحمل دليل بطلان أن يكون ابن حزم في هذه السن. وذلك لأنه ذكر أن مربيه وأستاذه قد صحبه، وأشار إليه بذلك. ومن كان في السادسة والعشرين، وبلغ مرتبة الوزارة لا يذكر الناس من يشير إليه على أنه مربيه.

وإن المعقول أو القريب من المعقول أن يكون ذلك وهو في السادسة عشرة من عمره، وأن يكون في الكلام تصحيف من النساخ وقد كتبوا بدل العشر عشرين". (١)

وأرى أنه ليس بعيدا عدم معرفته تحية المسجد، وجبر الصلاة وهو في السادسة عشرة من عمره لأنه قريبًا بدأ يخرج من بيت والده، ويجالس كما قال عن تربيه في حجور النساء: ونشأته بينهن وعدم معرفته لغيرهن حتى كبر. (٢)

ويؤيد ذلك ما روى عن أول سماعه. وما روى عمر بن واجب قال: "بينما نحن عند أبي ببلنسية وهو يدرس المذهب إذ بأبي محمد بن حزم يسمعنا ويتحجب، ثم سأل الحاضرين مسألة من الفقه جووب


(١) ابن حزم لأبي زهرة ص ٣٣، ٣٤.
(٢) انظر طوق الحمامة ص ١٤١.

<<  <   >  >>