للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تقر لي العراق ومن يليها ... وأهل الأرض إلا أهل داري

طووا حسدًا كل أدب وفهم ... وعلم ما يشق له غباري

فمهما طار في الآفاق ذكرى ... فما سطع الدخان بغير نار" (١)

ومع ما ذكر فقد استمر أبو محمد سالكا طريقته بعزيمة صادقة لا تعرف التردد سائرا في طريقته لا يلتفت إلى من يخالفه يبث علمه فيمن ينتابه من الطلبة الذين لا يخشون فيه الملامة ولا يسمعون أصوات المحذرين عنه لثقتهم به ومعرفتهم بحقيقته.

فممن قرأ عليه وأكثر الرواية عنه محمد بن أبي نصر فتوح بن عبد الله الأزدي الحميدي. (٢) وابنه الفضل أبو رافع (٣) وهما أكثر من روى عنه. (٤) والإمام الوزير أبو محمد بن العربي وقد قرأ عليه أكثر مصنفاته، قال: "صحبت ابن حزم سبعة أعوام وسمعت منه جميع مصنفاته سوى المجلد الأخير من كتاب الفصل وهو من ستة مجلدات، وقرأنا عليه من كتاب الإيصال أربعة مجلدات في سنة ست وخمسين وأربعمائة وهو أربعة وعشرون مجلدًا ولى منه إجازة غير مرة". (٥)

وقد سمع عليه الفقه أحد شيوخه الذين سمع منهم وهو علي بن سعيد العبدري حين حل ابن حزم جزيرة ميورقة. واتبع - العبدري - المذهب الظاهري، ولما رحل إلى المشرق وحج تركه واعتنق المذهب


(١) معجم الأدباء لياقوت جـ ١٢ ص ٢٤٦.
(٢) انظر الصلة لابن بشكوال ج ٢ ص ٥٣٠. وتذكرة الحفاظ للذهبى ج ٣ ص ١١٤٦.
(٣) ستأتي ترجمته ص ٦٩.
(٤) انظر تذكرة الحفاظ ج ٣ ص ١١٤٦.
(٥) سير النبلاء ص ٣٧. وتذكرة الحفاظ ج ٣ ص ١١٥١.

<<  <   >  >>